السبت، 19 يونيو 2010

1
التدريس للطلاب الموهوبين من خلال المشروعات

تتيح المشروعات لجميع الطلاب إظهار ما تعلموه بأساليب تبرز اهتماماتهم وإبداعهم ونواحي القوة لديهم.كما يمكنها من خلال التصميم والتنظيم والشرح الدقيق أن تلبي احتياجات الطلاب الموهوبين في فصل متغاير العناصر.

ويتضمن التدريس من خلال المشروعات مبادئ توملينسون (1995) للتدريس للطلاب مختلفي القدرات:
يركز التدريس على المفاهيم ويتم توجيهه بالمبادئ
يعد التقييم المستمر لمدى استعداد الطالب وتطوره جزءاً من المنهج الدراسي.
يستخدم التشكيل المرن للمجموعات بانتظام.
يعد الطلاب بمثابة مستكشفين نشطين.
يوجه المعلمون عملية الاستكشاف.

تصميم المشروعات للطلاب الموهوبين
يتجاوب الطلاب المتفوقون جيداً مع المهام الصعبة التي تتطلب منهم حل المشكلات واستخدام مهارات التفكير العليا. وتوفر المشروعات النموذجية "فرصاً عديدة للطلاب ليقوموا ببناء المعرفة من خلال الاستفسار والمناقشة والاستدلال".(Watters, 2000) ومن خلال تطبيق الطلاب للمحتوى والمهارات التي تعلموها على المشكلات المعقدة التي تناسب صفهم الدراسي وخبراتهم، يحقق الطلاب الاستقلالية ويشرعون في التفكير بعقلية علماء الرياضيات والمؤرخين والعلماء والكتاب.

وفي النهاية، تعمل المشروعات التي تشكل تحدياً على تحفيز الطلاب الموهوبين. فالعمل في المهام التي تتطلب جهداً معرفياً يعمل على بناء مواقف إيجابية تجاه التعلم، ويزيد من الحافز الداخلي لدى الطلاب. وعلاوة على ذلك، يعزز نجاح الطلاب في حل المشكلات الصعبة من كفائتهم الشخصية واعتزازهم بأنفسهم مما يشجعهم على خوض المزيد من المخاطر. (Watters, 2000)

تعديل المشروعات
لا تعزز المشروعات في حد ذاتها بالضرورة من تعلم الطلاب الموهوبين، إذ قد تكون الاختيارات محدودة للغاية أو قد لا تقتضي توقعات التعلم ممارسة هؤلاء الطلاب لقدراتهم المعرفية بشكل كامل. وقد شرح توملينسون (1995) عدة طرق يمكن من خلالها تعديل المشروعات لتلبي احتياجات جميع الطلاب، وبالأخص المتفوقين منهم.
التشويق: اختيار موضوعات ترتبط بالمفاهيم المستهدفة من خلال أجزاء المادة الدراسية الأخرى أو الهوايات أو الفضول الصرف.
نبذة عن التعلم: مع تعلم الطلاب فهم عمليات التعلم الخاصة بهم، يمكنهم اختيار المشروعات التي تستثمر تفضيلاتهم وقدراتهم.
من التجسيد إلى التجريد: غالباً ما يستطيع الطلاب الموهوبون استخدام المواد أو العروض التقديمية أو الأفكار التي تتسم بمزيد من التجريد أكثر من غيرهم من الطلاب.
من التبسيط إلى التعقيد: يستفيد الطلاب المتفوقون من المشروعات التي تتضمن مصادر أو أبحاثاً أو قضايا أو مشكلات أو مهارات أو أهداف معقدة.
من جوانب أقل إلى جوانب عديدة: يستطيع الطلاب الموهوبون غالباً تنفيذ المشروعات ذات الجوانب المتعددة في توجيهاتها، أو في روابطها الموجودة ضمن المواد أو خلالها، أو تخطيطها وتنفيذها.
من قفزات أصغر إلى قفزات أكبر:غالباً ما يستطيع الطلاب الأكثر تفوقاً إنجاز المهام التي تتطلب قفزات معرفية أكبر سواء في الفكر أو التطبيق أو النقل مقارنة بأقرانهم.
من تعلم أكثر تنظيماً إلى تعلم أكثر انفتاحاً: يمكن تشجيع الإبداع والتفكير النقدي لدى الطلاب بالسماح لهم بالتفكر في الأساليب التي قد يظهرون من خلالها مدى استيعابهم للمفاهيم.
من تعلم أقل استقلالاً إلى تعلم أكثر استقلالاً: غالباً ما يستطيع الطلاب الموهوبون إدراك النجاح مع قليل من التوجيه في كل من التخطيط والتصميم والمتابعة الذاتية، وذلك بمجرد دراستهم لمهارات التوجيه الذاتي الضرورية.
من الأسرع إلى الأبطأ: يستفيد الطلاب في بعض الأحيان من التنقل بشكل سريع عبر المحتوى، ومع ذلك قد يحتاجون في أحيان أخرى إلى مزيد من الوقت لدراسة الموضوعات بمزيد من التعمق.

استراتيجيات التدريس
يستفيد جميع الطلاب من أساليب التدريس للطلاب مختلفي القدرات، فهم موهوبون في بعض النواحي ويحتاجون لمزيد من المساعدة في نواحٍ أخرى. ومع ذلك توجد عدة أفكار خاطئة توجه في بعض الأحيان محاولات المعلمين لتلبية احتياجات الطلاب المتفوقين. ويوضح توملينسون (1995) ما لا يعد من باب التدريس للطلاب مختلفي القدرات:

لا يتحقق معنى التدريس للطلاب مختلفي القدرات عندما يكلف جميع الدارسين بتنفيذ نفس الفروض، وعندما تتألف سبل التكيف مع القدرات المختلفة من تنويع مستوى صعوبة الأسئلة لطلاب معينين، أو استخدام الشدة في تقييم درجات بعض الطلاب مقارنة بزملائهم، أو السماح لمن ينتهي مبكراً باللعب بهدف تحسين مستواهم. وليس من المناسب تكليف الطلاب المتفوقين بحل المزيد من المسائل الرياضية، أو إعداد المزيد من تقارير الكتب أو تكليفهم بمهام إضافية بعد إنجازهم للأعمال "المعتادة".

فالتدريس في فصل دراسي متغاير العناصر يجب تكييفه لمساعدة الطلاب الموهوبين على إدراك أكبر قدر من النجاح يمكنهم الوصول إليه.

التقييم. يعتمد التدريس للطلاب الموهوبين على التقييم الدقيق والمستمر. وتوضح مدرسة الرياضيات كاترين ريد (2004) التي تعمل مع مجموعة من الطلاب المتفوقين في أحد الفصول العادية لمادة الهندسة: "ينبغي على المعلم أن يقيم مسبقاً نقاط الفهم الهامة لأي وحدة ثم أن يعدل الأنشطة متعمداً لحذف التكرار وتدريب الطلاب الذين يظهروا تفوقاً بالفعل (ص 91).

ويمكن للمعلمين متابعة استيعاب طلابهم للمفاهيم الهامة واستخدامهم لمهارات التفكير العليا بعدة طرق مختلفة. ولأنه من المتوقع أن الطلاب المتفوقون يستخدمون عمليات أكثر تعقيداً وتطوراً، فيجب على المعلمين ابتكار وسائل تساعد الطلاب على شرح استراتيجيات التفكير الخاصة بهم لكي يمكن تقييمها. ومن خلال طرح أسئلة وثيقة الصلة بالموضوع والإصغاء إلى تفاعلات الطلاب، يمكن للمعلمين ملاحظة أنواع التفكير التي يستخدمها الطلاب أثناء عملهم في المشروعات وتقديم الإرشادات الملائمة والدعم المناسب لمساعدتهم على التطور.

وقد أوضح واترز (2000) أهمية الاستماع إلى الطالب من وجهة نظر تفسيرية أكثر منها تقييمية:

يؤدي الاستماع الاستيضاحي إلى تحاور أو استفسار يبحث عن المعلومات مع تبسيط المعلم عملية بناء المعرفة من خلال الإجابات الاستقصائية، وإعادة الصياغة، وإتاحة الفرص للتعبير عن الآراء، ومتابعة الفهم.

شرح الاستراتيجيات
يكتسب الطلاب الموهوبون العديد من استراتيجيات التعلم بشكل مستقل، ولكنهم كغيرهم من الطلاب يحتاجون غالباً إلى توجيه إضافي. وفي فصول المتفوقين، لا يكفي تكليف الطلاب بتنفيذ مهام صعبة ومعقدة، فهم يحتاجون أيضاً إلى توجيه ودعم في العمليات والمهارات اللازمة كي ينجحوا في تنفيذ تلك المهام.

ويعتبر الدعم وضرب الأمثلة والتدريب من العناصر الهامة لتدريس مهارات التفكير العليا. وعموماً، يتألف التوجيه الفعال لعملية التفكير من ستة عناصر.
اختيار مهارة أو استراتيجية ملائمة لتعليمها
تسمية المهارة وتصنيفها
صياغة المهارة من خلال التفكير فيها بصوت عال
الممارسة الموجهة للمهارة مع أحد الزملاء أو في مجموعات صغيرة
شرح كيفية استخدام هذه المهارة أو الاستراتيجية ووقت ذلك
التدرب المستمر على كيفية استخدام المهارة بشكل فعال

ما وراء المعرفة
يشير مصطلح ما وراء المعرفة أو "التفكير حول التفكير" إلى العمليات الذهنية التي تتحكم في تفكير الأفراد وتنظمه. ولما وراء المعرفة أهمية خاصة فيما يتعلق بعمل المشروع، حيث يجب على الطلاب اتخاذ قرارات بشأن الاستراتيجيات التي ستستخدم وكيفية استخدامها. وقد توصلت دراسة لأربعة آلاف طريقة للتدخل التوجيهي أجراها مارزانو عام 1998 إلى أن أكثر الطرق فاعلية في تحسين تعلم الطلاب هي التي ركزت على كيفية تفكير الطلاب في عمليات التفكير الخاصة بهم وعلى رأيهم في أنفسهم كمتعلمين.

فعندما يعمل الطلاب الموهوبون في المشروعات التي تحفزهم على خوض المخاطر وتوسيع نطاق تفكيرهم، فإن التوجيه المتعلق بما وراء المعرفة يساعدهم على التعامل مع المشكلات بنفس الأسلوب الذي يستخدمه المحترفون في مجالاتهم.ولذا "يتأثر نجاح الطلاب بمعرفتهم كيفية استثمار المعرفة النافعة ومعرفة متى يتوقفون عن استخدام الاستراتيجيات غير المناسبة أو غير المثمرة" (Watters, 2000).

التشكيل المرن للمجموعات
تحتاج المشروعات بطبيعتها إلى التعاون حيث يعمل الطلاب مع زملائهم لاتخاذ القرارات وحل المشكلات. فالعمل مع الآخرين في مهام هادفة يمكنه تحفيز الطلاب والارتقاء بمستوى تعلمهم حيث يدعم كل منهم الآخر أثناء التخطيط واتخاذ القرارات وحل المشكلات وتقييم ما أحرزوه من تقدم.

إلا أن الطلاب الموهوبون قد يعتريهم أحياناً شعوراً بالتعرض للاستغلال بعملهم في مجموعات قد يتعين عليهم فيها تحمل مسئوليات إضافية لضمان نجاح المشروع. ومن ناحية أخرى، يحتاج الطلاب المتفوقون أن يتعلموا كيفية التعاون بشكل ناجح بنفس القدر الذي يحتاجه الآخرون.

ويمكن لشرح استراتيجيات التعاون المتوقعة ووضع قواعد أساسية للعمل الجماعي مسبقاً الحد من المشكلات وزيادة الإنتاجية الجماعية. وتقسيم الطلاب إلى مجموعات بشكل مختلف لأغراض متنوعة يمكن أن يركز على اهتماماتهم مع الحفاظ على فوائد التعلم الجماعي.

وتناسب المجموعات المحددة التي تضم أفراد لهم قدرات متغايرة العديد من المشروعات، ولكن ينبغي أن يستند تقييم على الأقل جزء من درجات الطلاب على تحصيلهم الفردي. ويمكن أيضاً تقسيم الطلاب إلى مجموعات على أساس الاهتمام المشترك أو بناءً على اختيار الطلاب. وفي حصة الهندسة، وضعت كاثرين ريد (2000) الطلاب الذين أظهروا تفوقاً في فهم مفاهيم وحدة معينة في مجموعات استكشفت توسعات الموضوعات التي يدرسها باقي طلاب الفصل. ويحتمل أن يتمكن جميع الطلاب من المشاركة في واحدة من تلك المجموعات إذا أظهروا إلماماً وثيقاً على نحو خاص في جزئية معينة.

تنويع التدريس للطلاب الموهوبين
إن توفير الخيارات هو السبيل لتلبية احتياجات جميع الدارسين في الفصول المعتادة، بما في ذلك الطلاب الموهوبين. ويحدد توملينسون (2000، 1995) ثلاث طرق لتنويع التدريس ليناسب الطلاب مختلفي القدرات.
المضمون: عدة طرق متنوعة للطلاب لاستكشاف مضمون المنهج
العملية: مجموعة متنوعة من أنشطة أو عمليات الفهم التي من خلالها يمكن للطلاب فهم و"تملك" المعلومات والأفكار.
المنتج: مجموعة متنوعة من الخيارات التي من خلالها يستطيع الطلاب إظهار أو عرض ما تعلموه

ومع التخطيط الدقيق والتقييم الشامل والتصميم الإبداعي للمشروع، يستطيع الطلاب الموهوبون إدراك أكبر مقدار من النجاح يمكنهم الوصول إليه في فصل معتاد، جنبًا إلى جنب مع الطلاب الآخرين.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق